- وإن إيقاع الخير في أهله لمِن...
= حسن الفطن؟
- لا، هو من رأفة المقادير..
= ألا تنجيني فطنتي فأورد ودي لمن يحسنون حفظ ودي؟
- لا.. فإن الفطنة لا تكشف خفايا النفوس، إنما النفوس خبيئة صاحبها، لكنها الفطنة أن تُحسن السعي وتأملَ طيب المغنم..
- إذن، فكيف يقع الخير في أهله؟
= برأفات المقادير.. أن يوافق حسن سعيك مُستحقي سعيك.. وأن يشهد أملُك الطيب رياض الطيبين فيسكنه، ويستكين..
- أفلا يد لي في فلاح سعيي وسكينة آمالي؟
= بلى.. أن تسعى لا تعبأ بإخفاق سعيك.. وتأمل وإن خابت لك قبل اليوم آمال وآمال..
-أفلا أكون بذلك أخرقا؟
- بل تكون بذلك مستحقا على الدوام لفلاح سعي وسكينة أمل..
= أفأضمن بذلك وقوع خيري في أهله كل مرة!
= بل تضمن عودة الخير لك في كل مرة أصاب أهله أو أخطأ.. فإن العبرة في استحقاقك الخير أن تسعى للخير لا تؤرقك منازله.. والعبرة في السكينة أن تحاسب نفسك بالشك الذي يورث صدق المساعي .. واليقين في صاحب المقادير.
- أويطمئن قلبي لكل أحوالي إذن؟
= يطمئن.. قلب الساعي الموقن دوما مطمئن.