هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة ياسمين رحمي
  3. لوكاندة زهرة - ج1

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية

هو ده العفريت اللي بيقولوا عليه؟ اللي بيتسحب من غير صوت لحد ما بيوصل لسريرك ويشدك من رجليك المكشوفين؟

بس أنا أهو غطيت رجلي وأغلب جسمي، مفيش غير راسي اللي مكشوفة، غصب عني، مش قادر أغمض أو أبص في اتجاه تاني

شايف ضله من تحت الباب….

نور الأوضة مطفي ومفيش غير نور خفيف في الطرقة ما بين الأوض، بس النور ده كافي يخليني اشوف الضل….

أنا الهدف! مفيش شك، الضل فضل يتحرك لحد ما وقف قصاد أوضتي ودلوقتي….في حاجة مسكت في مقبض الأوضة من بره وفي مفتاح بيتحرك جوه فتحة الباب…

خطوات كتير ظهرت مرة واحدة، خطوات ماشية في اتجاهات كتير، وفي منها اللي كانت ماشية في اتجاه أوضتي برضه، سمعت واحد بيقول بصوت عالي : "أستاذ "رائف"

وبعدين حركة كتيرة…أنا مش فاهم حاجة، إيه اللي بيحصل في اللوكانده؟

……………………….

بعد وقت كل حاجة بقت واضحة، أنا نجيت بأعجوبة الليلة دي…

في يوم من الأيام، راجل ومراته كان عندهم ملك في بني مزار، المنيا، لوكانده كان بيديروها سوا، اللوكاندة كانت على القد، بسيطة أوي، عبارة عن دور واحد فيه 10 أوض، بيفصل ما بينها وبين الدور الأرضي سلم عتيق مدغدغ، الدور الأرضي فيه بس صالة استقبال الزباين، يعني ميتحسبش دور…

"الطين مالطين واللت مالعجين"

بما إن دي مواصفات اللوكاندة فطبيعي الزباين يبقوا على نفس المستوى، حاجة كده بؤس، إيجار الأوضة لليلة مش بيوصل لل100 جنيه، الأوضة اللي مش بتتنضف واللي حيطانها مقشرة والحمام فيها بايظ، لا منه سخان ولا منه صيانة، ولا مؤاخذة معدات قضاء الحاجة بعافية حبتين، حبتين تلاتة أربعة، ده غير الباب اللي مليان شقوق وبيقفل بالعافية…

أهي اللوكاندة دي كانت مغناطيس للناس اللي زي حالاتي، اللي مش لاقيين ياكلوا ويشربوا، الواحد مننا بيروح على الاستقبال وبيلاقي "عليوة" ولا مراته "زهرة" بيبصوله نظرة فاحصة من فوق لتحت، إن كان "عليوة" فبيحط إيده على خده وهو بيتفحص الزبون وإن كانت "زهرة" فبتفضل تمضغ في اللبانة بصوت عالي وهي فاتحة بوقها وهي برضه بتجيب الزبون من فوق لتحت كإنها آشعة من بتاعة التفتيش، وفي الآخر دايمًا بيقبلوا بالزبون، حتى لو عارفين ومتأكدين إنه مش معاه فلوس يدفع ليهم، بيرضوا باللي يجيبوا، 90 جنيه، 80، 70، إن شا الله 10، كده كده هم مش بيتكلفوا حاجة ولا بييجوا ناحية الأوض اللي راحتها فايحة من الكمكمة وقلة النضافة…

وفي ليلة من ليالي شهر 4 المتربة دخل واحد عليهم ومعاه دخلت كمية تراب رهيبة بسبب العاصفة الترابية، الراجل كان بيمشي بالعافية، مش رفيع، لأ، ده معضم، عضمه بارز من صدره، القميص المقطع من عند صدره فاضح منظر جسمه….

-ع….عايز أوضة.

وهو ده معاه جنيه واحد حتى؟! ده اللي جه في بال "عليوة" و"زهرة"، بصوا لبعض في استنكار ورجعوا بصوله من غير ما يتكلموا…

الجواب يبان من عنوانه، ودول باين أوي عليهم إنهم مش مرحبين بيه، ده بالذات مش معاه حاجة يديهالهم…

"عليوة" قال:

-ماعندينااش.

-عشان الفلوس؟ أنا مش معايا فلوس، بس في واحد قريبنا جي على هنا كمان يومين تلاتة وهيجيب معاه فلوس، ابوس إيديكم معنديش مكان أبات فيه.

"زهرة" علت على "عليوة" وقالت:

-يوووه، ما قلنا معندناش، روح ناملك على أي رصيف.

"عليوة" شاورلها اللي هو إستني شوية…

بعدها بص للراجل وقال له:

-اديني بيانات قريبك، رقم تليفونه وعنوانه!

طلع من جيبه المقطع ورقة مهرية وأداها لعليوة…

"عليوة" بص فيها ورجع بص للراجل بطريقة مريبة…

-تمام أما نشوف..

خرج موبايله من جيبه وكلم الرقم اللي على الورقة…

اللي رد عليه أكد إنه قريب الراجل الكبير اللي كان اسمه "عاشور" وأنه هييجي من مصر كمان إسبوع وهيدفع لهم مصاريفه….

"عليوة" قفل علطول بعدها…بص ل"عاشور" بقرف وبعدين مد إيده وفتح درج وطلع منه مفتاح مصدي وأداهوله…

-الأوضة التالتة..

مراته استنت لحد ما "عاشور" غاب عن النظر وبعدين بصتله بعتاب وقالت:

-ليه يا "عليوة" هو المشرحة ناقصة قُتلة يا خويا؟ مبقاش كمان غير واحد يقعد سفلقة؟

-ده على أساس إن اللوكانده بتشغي من الزباين الهلاي كلاس ولا أي زباين أساسًا؟ إحنا مش هنتكلف حاجة هنطفحه أرخص الأكل وأي دوا ولا هباب عايزه، أقل حاجة، عبال ما بسلامته قريبه يظهر ولو مجاش في المعاد اللي قال عليه نبقى نطرده ويروح في اي داهية.

"زهرة" اقتنعت باللي قاله "عليوة"، فعلًا أهو عصفور في الإيد وبعدها بإسبوع هيقبضوا قرشين مقابل الإيجار وياخدوا كمان أي فلوس صرفوها عالأفندي، الدنيا نايمة ويأما مفيش زباين يأما زباين بيدولهم ملاليم….

ويفوت يوم واتنين وتلاتة وأربعة، خلال الأيام دي "عليوة" كان بيخبط على "عاشور"، يجيبله الفطار اللي هو بتنجان مقلي ولحسة فول ورغيفين عيش قد كف الإيد، ويعدي عليه تاني قرب المغرب يديله شربة عدس ورغيف عيش ولا شوربة فراخ وفيها رجول، ومرة تانية بليل يشوفه لو محتاج حاجة…

"عليوة" مكنش بيعمل كده من طيبة قلبه، هو كان مقتنع إن قريب "عاشور" هييجي بجد وهيديله فلوس لأ وكمان "عليوة" كان ناوي ينصب عليه ويقول له على مصاريف أكل ورعاية "عاشور" أكتر بحبة حلوين من اللي صرفهم…

وفي اليوم الخامس "عليوة" كعادته ىخبط على عاشور على الساعة 10 الصبح…"عاشور" مردش، "عليوة" رجع خبط تاني، برضه مردش، استنى دقيقة وخبط تالت، مفيش، وخبط مرات بعدها…ولا حاجة…

"عليوة" نده على "زهرة"، زعق فيها وقال لها تجيب المفتاح التاني بتاع أوضة "عاشور"، جريت عليه وهي ماسكة المفتاح وسلمتهوله…

قالتله وهو بيدور المفتاح في الفتحة:

-هو مش بيرد؟

-أمال ايه؟ بنلعب أنا هو استغماية مثلًا؟

وفتح الباب….

"عاشور" كان هناك، ممدد على بطنه على السرير، مش بيتحرك…

"عليوة" و"زهرة" قربوا عليه، فضلوا يندهوه، مكنش بيستجيب، هزوه، برضه مفيش…

كلموا دكتور وجه كشف عليه لقاه ميت….

اللي نزل على "عليوة" هو غيظ شديد وغضب…

مسك الموبايل وكلم قريب "عاشور"، رد عليه، قال له إن "عاشور" مات، التاني رد وقال:

-اتصرفوا فيه، ادفنوه في أي خرابة!

-نعم يا خويا؟؟؟ ندفنه؟؟ طب وبالنسبة للمصاريف اللي صرفتها عليه الكام يوم اللي فاتوا؟

-عوضك على الله، ربنا يجعله في ميزان حسناتك..

وقفل في وشه…"عليوة" كلمه تاني لكن موبايله كان مقفول، لحق يقفله في لحظات، ومهما حاول "عليوة" الموبايل مكنش بيتفتح…

سبب غيظ "عليوة" هي المصاريف اللي صرفها على الراجل عالفاضي، في الآخر وبعد كل ده يموت؟؟ يعني لا هيعرف يقفش فيه وياخد حقه منه ولا من قريبه اللي عامل زي السمكة ده وملوش ماسكة!

يعمل إيه في الجثة؟ معقول، هيدفن الراجل على حسابه كمان؟ يجيب بقى مغسل ويأجر ناس يدفنوه وكمان يتصرفله في حتة أرض وسط المقابر؟

"زهرة" قالتله بعيون مليانة عتاب:

-هنعمل إيه؟

-هروح القهوة!

-قهوة إيه؟؟

-القهوة.

-وهتسيب الجثة دي هنا؟؟ والريحة تطلع والعفن؟ إيه القرف ده؟ يالا نشوف لنا صرفة وندفنه.

اداها ضهره وهي بتتكلم وقال وهو ماشي:

-أنا رايح القهوة.

…………………..

سحب كرسي وقعد، كان سرحان في الملكوت لدرجة إنه مخدش باله من صاحبه اللي قاعد على الطربيزة اللي جنبه، صاحب القهوة اللي متعود يقعد يهرتل معاه في الكلام الفاضي، ويلعبوا طاولة..

"أبو السعود" قال له:

-إيييه، فينك يا عم، غايب عننا وسرحان في إيه؟

"عليوة" انتبه له، بص له بصة فارغة وأخد نفس وطلع شهيق طويل…

"أبو السعود" سحب الكرسي اللي جنبه وبصله بقلق وقال:

-مالك؟ قلقتني.

-ماليش، عندي بس مصيبة جوه ومش عارفة أتصرف فيها في أنهي داهية..

-مصيبة إيه؟

-واحد نطع عمال زي ورق الشجر الدبلان، أي شوية هوا يطيروه واهو طار وغار في داهية بعد ما أديته أوضة وصرفت عليه أديلي كام يوم، قال لي إن قريبه هييجي وهيديني أي مصاريف أصرفها وهيديني كمان حق الأوضة وأهو بعد ما مات القريب خلع، قال لي أتصرف في الجثة…

-بتهزر؟ استقبلت واحد عندك مش معاه حق الإيجار وكمان صرفت عليه؟

-أنت بتستعبط يا أبو السعود؟ طب ما احنا بنعمل كده علطول، هي دي أول مرة؟ الفرق بس إننا بناخد اللي في جيب الزبون، حتى ولو عشرة جنيه، أهي كلها عيشة فقر.

-لا معلش، تفرق، أهو بتاخدوا كل اللي مع الزبون، يعني بيدفع ولآخر قرش في جيبه، غير اللي ضحك عليك هو وقريبه، لا وخلاك كمان تصرف مصاريف تانية غير تأجير الأوضة.

-هي ناقصاك أنت كمان؟ جي تحط جاز عالحريقة؟؟

"أبو السعود" ابتسم بلؤم وقال له:

-طب واللي يخليك تستفيد من الزبون؟

-زبون إيه اللي استفيد منه، أنت ضاربلك قرشين حشيش، مانا لسه قايلك أنه مات!!

-مستفتدش منه وهو عايش، استنفع بيه وهو ميت.

خلاص، "عليوة" كان جاب آخره، قام وهو متعصب وكان عمال يشوح بإيديه، لكن "أبو السعود" وقفه وقال له:

-صبرك بس، أنا مش بستهزأ بيك، عارف الدكتور "كامل"؟

"عليوة" لفله وقال:

-اللي ساكن في العمارة اللي قصاد القهوة؟

-هو في دكتور "كامل" غيره؟ هو بعينه، الدكتور ده بياخد جثث وبيشرحها مع تلاميذه اللي بيدرسلهم.

-وإيه علاقة ده بموضوعنا؟

-ما تفتح دماغك معايا شوية، ده هو ده موضوعنا، نعرض عليه جثة زبونك، أهو تبقى خلصت منها ومتكلفتش مصاريف غسل ودفن وحتة أرض ووجع دماغ.,

-تفتكر هيوافق؟

-هنخسر إيه، نعرض عليه، وافق خير وبركة، موافقش، نجري نشوف لنا صرفة في الجته.

-طيب هو فين دلوقتي؟

-تفتكر أنا جه في بالي إزاي؟ أهو قاعد على الطرابيزة اللي جوه.

"عليوة" لف براسه ناحية الطرابيزات ولقاه فعلًا قاعد جوه القهوة، كان قاعد لوحده كالعادة، لابس نضارته ودافس راسه جوه كتاب على الطرابيزة وجنب الكتاب كوباية السحلب اللي معتمدها.

"أبو السعود" لقى "عليوة" متردد كده ومحرج، قام وراحله وقال:

-مالك، يالا بينا، هو هياكلنا؟

"ابو السعود" سحب كرسي من طرابيزة فاضية وجره جنب الدكتور وقعد…

الدكتور رفع راسه بتقل من الكتاب وبص له…هو كده راجل تقيل وردود أفعاله هادية أوي..

-أنت عارفنا يا ضقتور؟ إحنا جيرانك وزمايلك في القهوة.

-اه، تمام، اتفضل..

كل ده و"عليوة" بيتفرج عليهم ومش بيفتح بوقه…

"أبو السعود" بص ل"عليوة" اللي هو حس على دمك وشاركنا الكلام…

"عليوة" هو كمان جر كرسي جنبهم وقعد..

"أبو السعود" كح وبعدين وطى صوته وقال:

-إحنا كان عندنا كده وضع…يعني راجل مشرد مات قدام اللوكاندة بتاعة "عليوة" و…يعني الظروف عالقد وإحنا مهنش علينا نسيب جثة الراجل في الشارع بس معندناش صرفة…

-هاتوها!

الدكتور مستناش حتى "ابو السعود" يخلص كلامه!

"عليوة" أخيرًا نطق…

-معقول؟ نجيب الجثة لحضرتك؟ عادي؟

-اه، عادي، هاتوها على بيتي، دلوقتي…

وقام من غير ما يبصلهم، طلع من جيبه فلوس وحطها على الطرابيزة ومشي قدامهم ناحية العمارة بتاعته..

"عليوة" و"أبو السعود" بصوا لبعض في ذهول، معقول الموضوع بالبساطة دي؟ ده حتى مكنش مهتم يعرف التفاصيل، شكوا إنه منتبهش لقصة المشرد ولا اهتم، كل اللي سمعه هو "جثة"...

ماشي، فُرجت، ده كده حلاوة أوي….

فعلًا شالوا الجثة، حطوها جوه كيس زبالة أسود وطلعوا بيها على شقة دكتور "كامل"...

فتحلهم بنفس الملامح الباردة، محدش يعرف يميز الراجل ده بيفكر في إيه ولا إيه مشاعره، مبسوط، زعلان، خلقه ضيق ومش طايق نفسه ولا رايق؟

-هاتوها على جوه…

شاورلهم على اتجاه معين…مشيوا في الاتجاه لحد ما وصلوا أوضته…

-حطوه هنا.

"عليوة" كان فاضله تكة وينفجر في وش "كامل" زي الوابور، جز على سنانه، مكنش طايق الدكتور ومعاملته ليهم، هو في إيه، كأنهم خدامين عنده، لكن يعمل إيه بقى، الحوجة…

حطوا الجثة على الطرابيزة اللي قال لهم عليها، لفوا واستعدوا يمشوا، كانوا بينهجوا، مش قادرين ياخدوا نفسهم…

-استنوا!

خير؟ إيه تاني؟ مش خلاص كانوا خلصوا من النصيبة دي؟

رجعوا تاني بصوله، فضلوا مستنيين دقيقة، كان هو بيفتح درج في المكتب بتاعه…

راح لحد عندهم مد إيده وإداهم فلوس!

"عليوة" فضل باصص لإيد الدكتور ثواني، مكنش مستوعب اللي بيحصل…في الآخر مد إيده وأخد المبلغ المربوط بأستك…مكنش عندهم فكرة المبلغ قد إيه، لكن من الكعبرة بتاعة الورق، واضح إنه مكنش فكة، دي فلوس بجد…

من غير اتفاق، الاتنين، "عليوة" و"أبو السعود" طاروا على اللوكاندة، "عليوة" كان بيجري حرفيًا ووراه "أبو السعود" لحد ما وصلوا أوضة فاضية، "عليوة" قفل ورا "أبو السعود"...

شدوا الأستك وعدوا الفلوس، كانت ألوفات، مش عشرات، مش ميات، ألوف!

هي الجثث ليها قيمة كده؟؟

فورًا "عليوة" قسم الفلوس ما بينه وبين "أبو السعود"، من غير تفكير، أصل لولاه مكنش وصلهم وكان زمانه محتاس في الجته…

…………..

عشرات الأفكار كانت بترمح في دماغ "عليوة" اليوم اللي بعده وهو كده رايق قاعد يتأمل ويفتكر اللي كان من اليوم اللي فات….

"ده والله عملي الطيب، عشان أنا استجدعت مع النطع الجربوع اللي مكنش حيلته اللضى ولا ليه عيلة تعبره"..."مسم… بس الدكتور ده طلع جدع مع إنه يعني إتم ويقطع الخميرة من البيت ووشه زي اللي اتضرب بطاسة خلته زي أفاه"

وفاتت أيام وهو بالمزاج العالي ده، متكيف كده وكل لما يفتكر اللي حصل يحس بانشكاح، لكن وخدة وحدة مزاجه اتغير وبقى عصبي ومش طايق نفسه، وده لإنه صرف كل اللي معاه، أيوه، برغم إنه قبل كده كان معاه مبالغ اقل وكان صحيح بيعاني بس قادر يتصرف في حدودها، لكن الغريب إنه لما بقى معاه الألوف المؤلفة لقى إن طلباته والحاجات اللي لازماه ولازمة اللوكاندة ولازمة مراته كتير والفلوس خلصت عليها!

الله، يعني هو كان عايش في حالة إنكار في الأول؟ عشان مش معاه عامل عبيط وحاجب كتير من احتياجاته والحاجات اللي محتاجة مصاريف؟

يا وقعة سوخة!

وأهو رجعت ريمة لعادتها القديمة، نفس الفقر ونفس الأشكال اللي تسد النفس اللي بتترمي عليه من الشارع، اللي فلوسهم على قدهم وبيقبلهم في اللوكانده غصب عنه وبيقلبهم في كل اللي حيلتهم…

ياريت اللي جرا ما كان، سبحان الله، مزاجه أبشع بكتير من الأيام اللي قبل كده، اللي قبل بيع الجثة للدكتور…

وفي ليلة حر، مع بدايات الصيف والتلزيق، "عليوة" لقى راجل داخل على صالة الاستقبال، كان لابس بدلة باهتة وواسعة عليه، شكله موظف مطحون من اللي بيقبضوا تلاتة ساغ، رفييييع، وسنانه أغلبها واقع، فكره بأخينا اللي مات عنده من أسبوع…

-سلاموا عليكوا، أنا عايز أحجز أوضة عندكم.

"عليوة" بصله في الأول من غير رد، كان حاطط خله في سنانه ومخرجها بره بوقه، فضل يلعب بيها ويحركها يمين وشمال…

الراجل قال بصوت مبحوح:

-أ….أنا م..عايا فلوس.

-كام؟

-اللي تطلبه، الليلية بكام؟

-ب100، معاك مية…

-معايا يكفي خمس ليالي، احجزلي.

-لا يا شييخ، طب ما توريني يا صاحب الثروات والفدادين.

-اتفضل.

الزبون طلع من جيبه محفظة جلد مقطعة ودايبة وخرج منها 500 جنيه!

"عليوة" فط من مكانه، برق في الفلوس، مكنش مصدق، الراجل بجد معاه فلوس…

-يا أهلًا، يا أهلًا، عايز أنهي أوضة، بحري ولا قبلي، تحب أفرجك على كام أوضة وتختار ما بينهم؟

-لا، ملوش لزوم، أي أوضة.

"عليوة" فتح الدرج وأداله مفتاح وابتسامته من هنا لهنا…

الراجل اللي اسمه "سميح" مشي قدامه ببطء، رجله كانت بتفلت منه، تحسه هيفقد التوازن بتاعه في أي وقت.

ويفوت يوم واتنين و"عليوة" يجيله ضيف كده على غفلة… "أبو السعود" عدى عليه في اللوكاندة، عزم نفسه على قعدة وكوباية شاي…

طبعًا أول سيرة اتفتحت كانت بتاعة جثة "عاشور" والأحداث الغريبة اللي حصلت والفلوس اللي قبضوها من "كامل" قصاد الجثة… وهم مندمجين في الكلام عدى قدامهم "سميح"...

"أبو السعود" وقف كلام وفضل متابع "سميح" لحد ما دخل الحمام المشترك في اللوكاندة، ما هو أصل مكنش في حمامات خاصة في الأوض، في حمامين مشتركين لكل الزباين…

-مين الأخ؟

"عليوة" رد عليه:

-ده زبون، هيكون مين يعني؟

-ده شكله خلصان.

-اسكت ده دفع حق البيات ل5 أيام.

"عليوة" كان بيخمس في وش "أبو السعود" وهو بيقول جملته الأخيرة.

"أبو السعود" قال بضحكة:

-أنت بتخمس في وشي يا "عليوة"؟ خايف مالحسد؟

-لا يا اخويا، انا بقولك اللي حصل، هو فعلًا حجز 5 ليالي.

-بحالته دي جتته تسوى أكتر من كده بكتير.

كان بيقولها وهو بيضحك، لكن "عليوة" عقد حواجبه كإنه بيحاول يستوعب اللي بيقوله…

-مالك يا "عليوة"؟ مفهمتش النكتة ولا إيه؟ أهو أنت كده طول عمرك ضلم ونكدي.

-الراجل فعلًا تعبان، باين عليه صحته ضايعة، شكله رجل في القبر ورجل بره.

فجأة الاتنين سكتوا، سهموا وسرحوا، نفس السحابة حطت عليهم الاتنين، سحابة شايلة فكرة معينة، الموضوع كان هزار في الأول بس…شكله كده قلب جد.

-أنت بتقول إنه هيقعد 5 ليالي؟

-اه.

-نسأل الله التساهيل.

"عليوة" لوح رقبته وبصله وقال:

-تقصد إيه؟

في اللحظة دي "سميح" طلع من الحمام وعدى قدامهم…"أبو السعود" ابتسمله ومردش على "عليوة" لحد ما راح على أوضته.

بعدها اتلفت ل"عليوة" وقال:

-قصدي إنه أكيد هيتنقل في الكام يوم دول، أنت مش شايفه؟ ده وشه أصفر لمونة، الحياة اتسحبت من وشه وملك الموت مترصدله.

-تصدق؟ يبقى ليك الحلاوة، ننقل جتته للدكتور زي المرة إياها.

-حلاوة إيه؟ إحنا هنهرج؟! أنا شريكك يا قلبي، النص بالنص.

"عليوة" ضحك وقال:

-وماله؟ شريكي.

ويفوت يوم واتنين كمان و"سميح" لسه عايش، في اليومين دول "عليوة" كان بيشوف الموت بيحوم حواليه، باين عليه خلاص هيسلم، لكن "عليوة" بيتفاجأ بيه تاني يوم عايش وبيتعامل وبيروح وييجي، الله، ده فاضل ليلة واحدة بس!

وبعدين بقاااا؟

معقول الراجل هيمشي وهيموت في حتة تانية؟ تخيل قهرة "عليوة" لو كان مشي ومات اليوم اللي بعده مثلًا في بيته ولا في مشاغله؟

يعمل إيه، يتصرف إزاي؟

"عليوة" جت في باله فكرة، خبط على "سميح" في اليوم الأخير…

"سميح" فتحله، وقبل ما يقول له أهلًا ولا سهلًا فضل يكح يكح كإنه بيطلع في الروح…

-الله، مالك بس؟ الف سلامة عليك.

-الحمد لله والله.

"عليوة" ابتسمله ابتسامة مشرقة وقال:

-إلا أنت هتروح على فين بعد كده؟

-نعم؟

-بعد ما تمشي يعني، هترجع على بيتك، وهو أنت أصلًا عايش في المنيا ولا فين أراضيك؟

-لا أنا من أسيوط، كنت جي في مصلحة تبع الشغل.

-والمصلحة خلصت؟

-اه، الحمد لله.

-طب يا أخي ما تاخد أجازة، شكلك محتاج راحة.

-صح، الصحة في النازل والواحد تعبان، بس دول عالم كفرة لو طلبت أجازة مش بعيد يرفدوني، لازم أرجع أسيوط وأكمل شغلي في المكتب هناك.

-لا، لا يا راجل أنت لازم تاخد أجازة، معلش تنح كده واتمسك بالراحة يومين تلاتة.

-عندك حق، أهو أرجع بيتي وأقضيها نوم ولا أروح لدكتور أشوفلي علاج.

-لا، تروح فين، عليا الطلاق مانت مانت ماشي من هنا.

كان في علامة تعجب كبيرة على وش "سميح"، مكنش فاهم حاجة…"عليوةط كمل بنفس التحمس:

-يا "سميح" ياخويا، سيماهم على وجوههم وأنا من أول ما شفتك ارتحتلك، واعتبرتك ضيف عندي مش نزيل، عشان كده عايز أكرمك بجد، ده بيتك مش لوكاندة، وأنا وأنت اخوات مش زبون وصاحب مكان، اقعد عندي ليلتين كمان من غير ما تدفع ولا مليم وكمان أكلك وشربك وكل ما تحتاجه عليا.

-معقول يا أستاذ؟

-ما بلاش أستاذ دي، بقولك اتوسمت فيك خير وحسيتك أخويا..

"سميح" سرح لثانية وميل راسه كإنه بيفكر في العرض، "عليوة" مدالوش فرصة، قال له بسرعة:

-لااا مانا مش هسيبك، انسى، مفيهاش تفكير.

ويفوت يوم والتاني والتالت و"سميح" لسه عايش! بس هو تعب، تعب جدًا، لدرجة إنه مبقاش قادر لا يرجع شغله ولا يرجع أسيوط…

بقى عامل زي الحجر، مش بيتزحزح من على السرير، و"عليوة" كل ساعة يعدي قال يعني بيتطمن عليه، لكن "سميح" مش بيموت، مضحضح وصحته ضايعة بس مبيموتش، وبعدين بقاااا

وبعدين في كل المصاريف اللي "عليوة" عمال يصرفها عليه؟ ده نزيف مصاريف، هو الراجل ده ماله ماسك في الدنيا كده ليه؟؟؟

واللي زود على "عليوة" تعليقات "ابو السعود" السم، مكنش عايز ينزل من على دماغه…

وقات 12 يوم من وقت ما "سميح" راح اللوكاندة…

"أبو السعود" و"عليوة" كانوا قاعدين على القهوة، مسهمين، مبلمين، سرحانين في خيبتهم وقلة حيلتهم…

"أبو السعود" رفع راسه وكإن جت في باله فكرة ألمعية وقال:

-الراجل ده صعبان عليا…

-صعبان عليك؟

-اه حقيقي، صعبان عليا، ده طول الوقت بيتعذب، تعرف؟ في بلاد بره عندهم الموت الرحيم، لما حد يبقى تعبان أوي كده وجايب جاز بيخلصوا عليه عشان يريحوه…

"عليوة" انتبه كده، ودانه طرطأت واتحركت كإنه حمار سمع حاجة شدت انتباهه من بعيد.

-قصدك…

"أبو السعود" حرك كتافه وقال:

-مقصديش حاجة، أنا بس بقول الراجل صعبان عليا..

-اه، ولا ليه حد يسأل عليه، ألا ما شفت مرة موبايله رن ولا حد جه عبره، شكله لا مخلف ولا متجوز ومقطوع من شجرة.

-يعني محدش هيحس لو مبقاش موجود؟

"عليوة" ابتسامته وسعت وعنيه لمعت وبقى شبه التعلب..

اتنفض وقال:

-تعالى معايا نخلص.

-وهنعملها إزاي؟

-بسيطة، حبايتين منوم نطحنهم في أي حاجة يطفحها، هو أصلًا لو نفخت فيه هيقع وبعدين نبقى نشوف.

راحوا على الصيدلية وجابوا شريط منوم وعملوا كوباية الشاي المعتبرة ل"سميح"، دوبوا فيها حبيتين…

"سميح" مكنش راضي يشرب، لا كان قادر على أكل ولا شرب، بس الاتنين كانوا زي الناموس اللي بيحوم حوالين الواحد ومستحيل ينفد من قرصته وزنه، واحد على يمينه والتاني على شماله، لحد ما بإيده الضعيفة اللي بتترعش مسك الكوباية وشرب منها، الكوباية نصها أصلًا وقع من رعشة إيده والباقي أخده على شفطتين…

وبس، مفاتتش دقايق، وكان غاب تمامًا…

"سميح" تقريبًا كان ميت، مش محتاج غير نفخة والنفخة كانت عبارة عن مخده مسكها "عليوة" وتبتها على راسه وهو في غيبوبة النوم…

"سميح" مقاومش، مرفعش إيده ولا حرك جسمه، والموضوع مخدش ثواني…

"عليوة" رفع المخده ولقى "سميح" مخشب وجسمه تلج، ميل على قلبه ملقاش نفس…

رفع راسه وابتسم ل"أبو السعود" اللي ابتسمله في نفس الوقت….

………………….

-أنا أعرف إيه الجتت اللي بتترمى علينا دي؟!

"عليوة" كان واقف قدام الدكتور في شقته، مدلدل راسه وهو بيقول الجملة دي…

كمل كلامه وقال:

-الراجل كان بقاله عندي ييجي 10 أيام، كان زي الحصان مفيهوش حاجة، ما شاء الله طالع نازل، رايح مشاوير وجي من مشاوير هوب فجأة طب ساكت، لا والأدهى ببص على تليفونه مش لاقي غير أرقام غريبة كلمته من مدة، وجهات الاتصال، كل أما أكلم حد المفروض من عيلته، يا تليفوناتهم خارج نطاق الخدمة، يا إما بيقفلوا في وشي ومحدش راضي يسمع، أعمل أنا إيه بقى يا دكتور؟

-حد قال لك إني عايز اسمع تفاصيل؟

الرد صدمه، ده إيه الحلاوة دي، الدكتور مش عايز وش ومش ممانع يجيبه جثث منهم من غير ما يعرف طريقة الموت أو جم منين…

"عليوة" ساب الشقة وجري على "ابو السعود" وبلغه وشالوا الجثة تمام زي المرة اللي فاتت وودوها للدكتور، اللي خرج من الدرج إياه مبلغ أكبر من المرة الأولى ورماه في وشهم!

ومن هنا بدأت الشراكة….

شراكة جرايم متسلسلة ما بين "عليوة" صاحب لوكاندة "أزهار" ومعاه "ابو السعود" وما بين الدكتور العطشان للجثث والاستكشافات العلمية والطبية…

وعشان العمليات تبقى دقيقة كان لازم يبقى ليهم شركا تانيين وإلا يتفضحوا، الشركا هم مراتتهمن طبعًا وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل رجل بيحاول يعمل نشاط سري امرأة هتجرسله وتفضحه…

والمفاجأة بقى إن الستات الاتنين معترضوش!

بالعكس، دول رحبوا جدًا، والحجة هي ظروفهم المُرة ورغبتهم إنهم يعيشوا زي بقية الخلق من غير فقر وعوزة…

"أبو السعود" و"عليوة" مكنوش بينقوا أي حد والسلام، دول كانوا بيدرسوا حالة النزيل كويس جدًا، لازم كانوا يتأكدوا إن النزيل ملوش حد يسأل عنه، يكون حد غلبان، ويستحسن يكون مشرد، وعشان كده في أغلب الأوقات هم اللي كانوا بيصطادوا، مش بيستنوا الصيدة تجيلهم والطعم كان الجنس الناعم…

دايمًا الستات بتدي إحساس أكبر بالأمان، بيكتسبوا ثقة اللي قدامهم، خصوصًا لو شخص مسكين محتاج مساعدة، يمكن عشان عنصر الأمومة، الست بطبيعتها أم وده اللي بيخلي فئة زي المشردين اللي الدنيا ادتهم ضهرها يثقوا فيهم؟ يجوز….

وفي الأغلب الاتنين كانوا بيعملوا عملية المسح مع بعض "زهرة" و "فايزة"...

كانوا بيتفقوا على ليلة معينة، مكانوش يخرجوا غير بليل عشان جناح الليل برضه بيستر، مش بيبقى في حركة زي النهار، يبعدوا كام شارع كده عن اللوكاندة ويستلقطوا واحد ولا واحدة نمن اللي بيناموا على الرصيف ودول كانوا زي الرز، واحد ممدد جنب المحل الفولاني، وواحد عند العمارة العلانية، يوطوا عليه ويمدوا إيديهم، ويبصوله بنظرة شفقة، يدوله فلوس، مبلغ محترم، مية متين جنيه وأوقات أكتر كمان، 

بعدها بليلتين يعدوا عليه تاني ببطانية، وكام يوم واحدة منهم تروحله وتسأله إذا كان محتاج حاجة، عايز مصلحة، عايز فلوس، توديه الحلاق، توديه السوق و تجيبله اي حاجة من هناك، وبعدها واحدة منهم أو الاتنين يجيبوله طبخة، وهكذا، يبنوا معاه علاقة، علاقة أساسها الثقة والاحتواء، لحد ما يبقوا وشوش مألوفة، وروايح مريحة ووجود بيحسسه بالأمان، وفي ليلة يعرضوا عليه ينزل في لوكاندة "عليوة"، طبعًا يتفاجأ من العرض الكريم، بس ميبقاش مخضوض، معندوش ذهول، هو بقى متعود على كرمهم ومقتنع بحبهم للخير… ميقدرش يرفض، ده مش بس بقى معاه فلوس وبطانية تحميه من البرد أو الرصيف القذر، كمان هيبقى عنده سقف وباب مقفول عليه وسرير يريح عليه جسمه ولقمة هنية، خلاص بطنه مش هتصرخ من الجوع، ده إيه الرحمة دي، صحييح الدنيا لسه بخير..

وواحد ورا التاني رجليهم تيجي في الخيه، يدخلوا اللوكاندة وميخرجوش منها!

ميخرجوش إلا على طرابيزة المشرحة، مشرحة دكتور "كامل"...

وفي مرة الضحية كانت ست، إسمها "سعدية"، "سعدية" ست كبيرة معدية ال70 مستريح، حصل معاها نفس اللي حصل مع قبلها، واتخدعت بالظبط زيهم، افتكرت نفسها وقعت تحت جناحات ملايكة تضلها وتحميها، متعرفش إنها كانت داخلة برجليها على جهنم الحمرة، و"سعدية" دي كانت مميزة، صحيح معندهاش قرايب يسألوا عنها، كالعادة يعني، مهم مش بيختاروا غير دول، لكنها كانت معروفة في المنطقة بتاعتها، المنطقة اللي بتنام على أرصفتها وعلى ناصية محلاتها….

لكن هل ده معناه إن في حد هيفتقدها؟؟

لو "سعدية" في يوم غابت حد هيسأل عنها ولا هيهتم؟

مشيوا معاها بنفس الخطوات مع اللي قبلها، وحصل نفس اللي بيحصل كل مرة، "زهرة" و"فايزة" بقوا الدنيا وما فيها، بتشوفهم بس تحس إنها عيلة وإن دول أمهاتها اللي مهمتهم يعتنوا بيها وبس…

وطبعًا لما عرضوا عليها تروح اللوكاندة مترددتش لحظة…

كانوا مرتبين كل حاجة، "زهرة" و"فايزة" انسحبوا أول ما وصلوا "سعدية" اللوكاندة وقدامها وصوا "عليوة" عليها، "زهرة" قالت لها إنها هتبات في بيتها الكام ساعة بس بتوع الليل وهتلاقيها عندها أول ما الفجر يشقشق…

الست كانت متطمنة على الآخر، مشكتش للحظة في نواياهم، دخلت الأوضة اللي وجهوها ليها، قفلت عينها ونامت…

فاتت أكتر من ساعة على دخولها الأوضة، "عليوة" و"أبو السعود" اللي انضم ليه اتدحلبوا بالراحة لحد الأوضة، قتحوا الباب بمنتهى الهدوء، لكنهم اتفاجأوا باللي بيقول:

-مين؟

"يتبع"

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1124 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع