هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. الانفصال العاطفي بين الزوجين

 

في معالجة الشقاق بين الزوجين وماينشأ عنه من مشكلات ، يركز جل المتحدثين في الشأن الأسري من فقهاء ومصلحين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين على الحديث عن أخطار الطلاق ، وماينشأ عنه من مشكلات لاسيما على الأبناء وكيفية مواجهة هذه المشكلات إلخ 

مع أن الطلاق في حد ذاته ليس شيئا كارثيا، ولايمكن أن يكون مشكلة وإلا لما شرعه الله تعالى .

نعم هو أبغض الحلال إلى الله ، ولكنه شرع حلا في الأصل لمشكلة النفور الزوجي ، وماينشأ عنها من مشكلة أكبر ، وهي التي اختصرها القرآن الكريم في جملة واحدة " إلا أن يخافا أن لايقيما حدود الله "  

والمقصود : الزوجان حين تضيع بينهما الحقوق وتستحيل العشرة ، وقبل أن يصلا إلى حالة البغض التي تتبعها حالة الرغبة في الثأر والانتقام والتشفي ، لما ينتج عن هذه الحالة من كوارث اجتماعية وإنسانية خطيرة ، ولذا شرع الفراق حال الخوف من ضياع حدود الله وليس تحققها واقعا ، سواء أكان من جانب الرجل بالطلاق ، أم كان من جانب المرأة بالخلع ، بأن تفتدي نفسها منه بما دفعه لها من مهر . 

وعلى كل فالطلاق أو الفراق حين يتم على الوجه الذي شرعه الله ، وبالطريقة التي تحفظ على جميع الأطراف حقوقهم وكرامتهم ، وتحفظ الود ولاتنسى الفضل " ولاتنسوا الفضل بينكم " يكون في حد ذاته حلا وليس مشكلة على الإطلاق .

 

المشكلة الحقيقية هو ماسمي مؤخرا بالانفصال العاطفي بين الزوجين .

وهذه المشكلة وللأسف الشديد غدت حالة تعيشها الكثير من أسرنا الآن ،و بنسب تتضاعف كثيرا عن تلك النسب المعلنة عن حالات الطلاق بصورته المعروفة .   

وأقل حالاته : زوجان يعيشان تحت سقف واحد بلا عاطفة ولاشعور ولاحوار مشترك وهذا شيء خطير جدااا

 لأنه وفي كثير من هذه الأسر ينشأ أبناء مشوهون نفسيا لم يعرفوا يوما عاطفة الحب المقدسة كيف هي ؟ ولا العلاقة السوية بين الزوجين كيف تكون ؟ بل ولايعرفون أي قدر من المودة والرحمة والسكن .

من الطبيعي جدا في مثل هذه الأسر أن يتعلم أبناؤها أخلاقا بغيضة أهمها الوصولية والنفعية ، فهم ينافقون الطرف الأقوى والأحرص على رعاية مصالحه ،وقد يقومون هم بدور الوشاية وتأجيج مشاعر الكراهية بين الأبوين ، وربما العائلتين .  

هذا فضلا عما تدفعه جميع أطراف هذه العائلة من ضريبة باهظة نتيجة ماتعيشه من جو خانق وبغض وكراهية ورغبة في الانتقام والتشفي الخ 

 

حقيقة نحن نحتاج إلى سلسلة حقيقية من الإصلاحات الأسرية، بعيدا عن القوانين التي يسهل التحايل عليها وتفريغها من روحها ومقصدها لصالح الأقوى ، لأنه من المحال أن تحل مشكلة كالانفصال العاطفي بالقانون، ولكن بمحاولة دءوبة بين الزوجين لنسيان آلام الماضي والتغاضي والتغافل عن مسببات النفور ، ثم بالسعي الدءوب إلى إعادة بناء جسور الحب والمودة ، أو على الأقل عاطفة الرحمة التي بها تتعايش الخلائق المختلفة بل والمتنافرة . 

والأهم أننا نحتاج إلى تدشين ثقافة مفادها أن الحرص على المودة في الأسرة ليس شأنا نسائيا فقط ، ولكنه قيمة يجب أن تراعى من قبل الزوجين معا ، ودون ذلك لن يكون حل لهذه المشكلة .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع