هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. في فقه العفو والصفح وادعاء النسخ

 أكثر من مائة آية في القرآن الكريم تأمر المسلمين بالصفح والعفو عن أعدائهم من المحاربين وعمن يؤذونهم بشكل عام ، وأكثرها نزل قبل الإذن بالقتال لدفع العدوان .

وكتب التفسير تقول بمجرد الإذن بالقتال نسخ التعامل بالعفو والصفح مع المعتدين ، وتأسس على ذلك القول بأن الأصل في التعامل مع غير المسلم هو الحرب لاالسلم . 

وهذا كلام غير مستقيم لعدة أمور: 

الأول : أنه لايمكن عقلا أن تنسخ آية واحدة أكثر من مائة آية ، لتظل هذا الآيات التي يقال عنها منسوخة للتلاوة فقط و غير معمول بها ، فهذا نوع من العبث أنزه كتاب الله تعالى عنه .

 

الثاني : أن أول آية في القرآن الكريم أذنت بالقتال جاءت معللة لبيان العلة من هذا الإذن ، وذلك في قوله تعالى " أذن للدين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله …"

لم تأذن الآية إذن بمباغتة أحد بالعدوان ، فقط أذنت بدفعه بعد طول معاناة من الفتنة في الدين والتهجير من الوطن .

وجاءت سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية لتؤيد تماما هذا المنحى ، فما قاتل صلى الله عليه وسلم إلا دفاعا ، وهذا ماتضافرت الحقائق التاريخية والنصوص القرآنية على تأكيده، ويكفي أن أذكر هنا بآية الممتحنة فهي نص في هذه المسألة  

" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله بحب المقسطين " 

فالآية لم تأمر بكف العدوان عن غير المسلمين وكفى ، وإنما أمرت ببذل البر لهم والإقساط إليهم ماداموا مسالمين غير محاربين ، هذا مما يؤكد على أن الأصل في علاقة المسلم بغيره هي السلم وليس الحرب .

 

وفي كتابي حقوق الإنسان في القرآن الكريم تفصيل واف وتوضيح في هذه القضية لمن أراد . 

الثالث : أن القول بالنسخ معناه أن لا عفو ولاصفح عن أي معتد حتى وإن تضاءل جرمه ، وهذا في حد ذاته ضد العمران الكوني واالاجتماعي والإنساني ، بل وضد الفطرة والطبيعة الإنسانية الراقية ، فالإنسان لاتتحقق سعادته إلا بأن يعيش سلما حقيقيا داخليا وخارجيا ، وهذا هو الأصل ، أما حالة دفع العدوان أو رده بمثله ،فهذه استثناء من هذا الأصل ، وهي حالة بغيضة إلى النفس الإنسانية السوية على كل حال ، كما عبر القرآن الكريم في قوله تعالى 

" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " 

 الأصل إذن هو العفو والصفح مع الإنسان بشكل عام مادام مسالما ، أما المعتدي المتفحش فلابد من ردعه ، وقد يشرع العفو عنه إن كان في العفو عنه مصلحة عامة أو خاصة ، ولكل حال لبوسها ، ومن هنا جاء قوله تعالى " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين"  

 

يعني يبقى خيار العفو والصفح مسموحا به مادام هذا الاعتداء لم يخرج الى حيز الاعتداء العام على الدين أوالوطن ، فالفرار من القتال لأجلهما والدفاع عنهما خيانة وجريمة كبرى ، ولايشرع عفو ولاصفح . 

أما العدوان الخاص حتى وإن كان على النفس الإنسانية ذاتها ، فالعفو مشروع وهو حق لأولياء الدم إن شاؤوا اقتصوا وإن شاؤوا عفوا وأخذوا الدية ، وإن شاؤوا تصدقوا على الجاني بالعفو التام وأجرهم على الله .

 

الرابع ؛ أنه لايمكن أن تستقبم حياة وكل إنسان منا يحصي على الآخر هفوته وزلته ، وتمضي به الحياة وشغله الشاغل هو رد الاساءة بمثلها ، تمسكا بأن آيات العفو والصفح منسوخة ، وأن هذا الخلق قد ارتفع بنسخها .  

 

وبدراسة سياقات الآيات التي أمرت بالعفو والصفح في القرآن الكريم ، نجد أن كثيرا منها ورد في شأن أعتى الظالمين من أهل مكة ، ليتأكد بذا أن العفو عن زلات اللسان وعثرات التصرفات إذا صدرت عن ذوى المروءات يكون من باب الأولى ، بل هو الواجب ودونه نقص مروءة وربما إنسانية .

واقول لمن ينتصرون لفقه رد الاعتداء بمثله ، ولاعفو ولاصفح : 

ماقولكم في صفة عباد الرحمن " وعباد الرحمن الذي يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "  

 

وماقولكم في قوله صلى الله عليه وسلم " أنا نبي المرحمة وأنا نبي الملحمة" 

 

نحن في الاصل دعاة سلم لاحرب ، وأخوة لاشقاق ، ونحن في الوقت نفسه المفترض أننا ذووا شجاعة وبأس ولانقبل الدنية في ديننا ، والعفو والصفح الجميل عندما يستدعيهما المقام قوة ،وأي قوة !!.  

 

ومن أرجى الآيات التي تعين الإنسان على نوازع الشر والانتقام في نفسه ومكابدة ذلك بالعفو والصفح قوله تعالى " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " 

وأقو ل:

لو لم يكن في فقه العفو والصفح غير هذه الآية لوسعتنا جميعا ، والحمد لله رب العالمين على نعمة القرآن العظيم .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع