هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. حتى لايكون الحجاب مفرغا من القيمة

 

الحقيقة أنني حاولت كثيرا عدم إثارة قضية حجاب المرأة على صفحتي ، لأنه ليس من منهجي تكرير المكرر وإعادة المعاد واستهلاك الوقت في المستهلك.

 

ولذا فلن أجيب هنا عما سئلته مرارا وتكرارا من قبيل : هل النقاب فرض ؟ أم إن الفرض يقتصر على ستر جميع البدن ماعدا الوجه والكفين ؟ لأنني على قناعة تامة بأنه لاأنا ولاأحد غيري يملك حسم الجدل في مثل هذه القضية الخلافية، ولسوف يظل كل فريق فيها على قناعته ، وإذا كان الأمر كذلك فلن أضيف جديدا ، والوقت أثمن عندي من أن أنفقه في مجرد نقل للآراء، التي هي موجودة في كل كتب التفسير والفقه ،وكذا الكتب المعنية بشأن المرأة فقهيا ، فليراجعها من شاء .  

ودعوني أنقل لكم كلاما مختصرا في المفهوم الحقيقي للحجاب ، بعد أن ألفنا ممارسة كثير من تعاليم ديننا بشكل طقوسي أجوف ، ومنه اللجج في قضية الحجاب الشكلي أو الظاهري دون كلل .

 

هذا الكلام أنقله عن الأستاذ العقاد ،الذي نظر إلى حجاب المرأة نظرة شاملة مستوعبة ،تجمع بين أسس تشريعه وفلسفته وحكمته ، وهي النظرة التي كثيرا ما تغيب عن الفقيه حين يخوض في الدليل بنظر ظاهري ينقصه التدبر ، فإذا بالفقه يتحول عن طبيعته إلى مواد قانونية مجردة عن الحكمة والمقصد ، ويتحول التكليف ومنه الحجاب إلى شكل ومظهر مجردا عن القيمة والأبعاد التشريعية والمقاصدية ، وهي كذلك النظرة التي تنقص المفكر الذي يتحرر من سلطان النص في القضايا ذات الشأن الديني ليجعل العقل هو حاكمه فقط ، فيجانبه الصواب في كثير مما ينتهي إليه نظره ، ومنه الحجاب إذ يراه مجرد عادة ولاعلاقة له بدين ولاخلق ، ولايصلح لأن يكون قيمة ولامظهرا لها ..

 

في ماهية الحجاب الشرعي يقول الأستاذ العقاد في كتابه المرأة في القرآن :

 

" لاحجاب في الإسلام بمعنى الحجر والحبس والمهانة ، ولاعائق فيه لحرية المرأة حيث تجب الحرية وتقضي المصلحة ، وإنما هو مانع الغواية والتبرج والفضول وحافظ الحرمات وآداب العفة والحياء "  

 

وبناء على ذلك أقول : 

الحجاب الذي يصفه الأستاذ العقاد رحمه الله - من حيث اللغة - هو أقرب إلى معنى الحشمة والتحشم منه إلى معنى الحجاب الذي يكاد ينحصر مفهومه لغة في الستر والتغطية ، خاصة وأنه لم يرد في القرآن الكريم ولافي السنة المطهرة هذا اللفظ - الحجاب - للدلالة على لباس المرأة وتسترها حال لقائها الرجال الأجانب عنها .

فالحشمة في لغة العرب تعني : الحياء والستر والوقار ، يقال : عليه الحشمة ، يعني الحياء ، وحشم الرحل : استحيا وخجل ، ومن نواقض الحشمة : تعمد الإثارة وتحفيذ الانجذاب إلى الطرف الآخر ، فكل مايدعو إلى مثل هذا السلوك ليس بحشمة ولاتحشم ، سواء أكان في زي أم نظرة أم عبارة أم مسلك . 

الحشمة إذن خلق يجلل الشخص كله مظهرا ومخبرا ، في أخلاقه وحركاته ونظراته ولباسه ومشيته ومنطقه ، ويشمل الرجال والنساء ، يقال رجل متحشم وامرأة متحشمة . 

 

وعليه ، فالحجاب الشرعي لايمكن أن يتحقق في غطاء رأس على جسد بارز بكل تفاصيله ، وألوان صارخة في الزي وعلى الوجه وتغيير حي لخلق الله ، فهذه دعوة إلى الغواية وفضول النظر وهو التبرج بعينه .

ولايمكن أن يتحقق الحجاب كذلك في تغطية كاملة للجسد بحيث لايرى منه قدر أنملة ، على نفس متكبرة ترى نفسها وحدها في الجنة وغيرها في النار، لأن صاحبته بذا تفتقد شرط الحياء من الله والأدب مع الخلق ، وقد أعلن الله تعالى في كتابه الكريم " إنه لايحب المستكبرين " ومن أعلن الله تعالى بغضهم في كتابه ،لايمكن أن يكونوا أهل فضيلة أوحشمة .

كما لايمكن أن يتحقق الحجاب في غطاء رأس على قلب فظ ، ولسان خواض في الأعراض وتهتك وميوعة في الحديث ، ونظرات جريئة مثيرة لافته ، فهذه كلها صفات ليست من الحشمة في شيء .

 

الحجاب الشرعي إذن تحشم وأدب في الظاهر والباطن معا ، وفي الباطن قبل الظاهر .

وهذا هو مراد الشارع الحقيقي من تستر المرأة ، إنه ستر للبدن على نفس متحشمة مهذبة ظاهرا وباطنا . 

وهذا هو مايجب أن نحرص عليه في تربيتنا لبناتنا وحديثنا عن زيهن وتسترهن ، حتى اذا غطت الفتاة شعرها وجسدها ، كان هذا الغطاء عبارة عن تتمة وتكميل لما تتحلى به من حشمة داخلية وتقوى وأدب.

ودون ذلك يكون هذا الذي يسمونه حجابا تمييعا للفضيلة ، وممارسة طقوسية لقيمة خلقية وفريضة دينية ، ومخالفة واضحة للحكمة من تشريعه المنصوص عليها نصا في قوله تعالى " ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله عفورا رحيما "

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1567 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع