هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. جهود المعتزلة في تأسيس علم أصول الفقه

جدد فكرك : 

لو سألت عموم المثقفين من المسلمين فضلا عن علمائهم عن المعتزلة لأجابوك في جملة واحدة : هذه فرقة درسناها على أنها مقابل أهل السنة والجماعة ، مما يعني أنها على الأقل فرقة منحرفة هكذا يقول المعتدلون .

أما غيرهم فيقولون غير ذلك ، فالحكم على المعتزلة بالضلال والبدعة مما ازدحمت به المصادر التراثية ، والتوجه الاقصائي ضدهم بإخراجهم من أهل السنة والجماعة واضح وصريح . 

 

 ولن أستطرد في الوقوف أمام هذا المصطلح " أهل السنة والجماعة " الذي طاله التحريف والخصخصة وكثير من الضبابية والغبش ، فهذا مصطلح يحتاج في تحريره إلى بحث علمي عميق ودراسات تاريخية واجتماعية ترصد ماوراء ظاهرة اختطافه ،لصالح كل فرقة من الفرق في ماضينا وحاضرنا .

والحقيقية هي أن المصنفات العقائدية عندنا قديمها وحديثا إلا قليلا حين تتحدث بلسان أهل السنة والجماعة عن الفرق الأخرى ، إنما تتحدث حديثا فوقيا تسلطيا يشعرك بأنها تتحدث عن ديانات متعددة ، وليس عن فرق اجتهدت فأصابت وأخطأت ، ولكنها أبدا لم تعلن مروقها من الدين ولاأنكرت الشهادتين ، فعلى أي أساس إذن يتم إصدار هذا الحكم بكونهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ؟ .

 

وكان للمعتزلة بلا ريب نصيب وافر من هذا الحكم ، فقط لكونهم جاءوا بفكر مغاير وسط هذه الاجواء من الرفض لكل من يحاول أن يفكر بشكل مختلف ولو نسبيا.

 

وفي حوار لي مع أحد تلامذتي عن المعتزلة قال : هم ليسوا من أهل السنة والجماعة ، ولكنهم ليسوا بكافرين… 

قلت له : فمن هم إذن ، قال : أتوقف . 

وهذا يعني أن مذهب الواقفية لايزال موجودا ، وهو في حد ذاته توجه لاغبار عليه ان كان من باب التورع عن الترجيح حال استوا ء الأدلة في النقاشات الفقهية أو التفسيرية أو ماشابه ، وإن وسمه البعض بالسلبية على كل حال ، أما فيما يختص بالعقيدة فهو توجه مخيف ومرعب ، إذ هو من أبجديات جماعات التطرف ومنه كان منطلقهم إلى التكفير . 

 

 وأنا هنا لست في مقام الحديث عن حسنات المعتزلة ، حين قاموا بدور حواري عقلي نشط في الدفاع عن الإسلام ضد المتربصين به من أهل الملل الأخرى في فترات تاريخية معينة ، وأيضا لست في مقام الحديث عن أخطائهم ، ويكفي محنة خلق القرآن ومانتج عنها من محن ونكبات معلومة !!!

 

ولكن الشيء الذي أثار تعجبي هو كيف تكون المعتزلة فرقة مرفوضة ضالة هكذا، والأصوليون جميعا يقرون بأن علم أصول الفقه انتهى إلى كتب أربعة كتب أساسية ؛المستصفى للغزالي ،والبرهان لإمام الحرمين الجويني ، والعمد للقاضي عبد الجبار ، والمعتمد لأبي الحسين البصري ،  

وهذان الآخيران معتزليان 

أقولها مرة أخرى : معتزليان .

 

وأعجبني أن أجد الإمام الزركشي الأصولي المعروف ، صاحب البحر المحيط في أصول الفقه يقول : بتأليف القاضي عبد الحبار لكتابه المعتمد اكتمل علم أصول الفقه وبلغ أوجه ، يعني ازدهاره.

هكذا يكون الإنصاف !!!!!

 ولايقولن أحد أنت هكذا تتحدثين عن فرقةبائدة!!!!!

أقول : ليست المعتزلة فرقة بائدة كشأن فرق أخرى كثيرة ، إذ لايزال قطاع عريض بيننا يتبني فكرهم ، وإن تسموا بسميات أخرى كالحداثة مثلا .. 

والهدف من هذا المقال ليس تمجيد المعتزلة ولاالقدح فيهم ، ولكن لنتخلص من علة متأصلة فينا ، وهي إهالة التراب على تراث فرقة كاملة ، والتعامل معها بفوقية وإقصائية لمجرد أن لديها فكرة أو عدة افكار لاتروق لنا ، ناهيك عن الإقصاء والتسارع بإخراجهم من الملة ،وكأن التكفير والتبديع قد صارا هدفا في حد ذاتهما .

 

ولو تأملنا قليلا لوجدنا أن هذه اللغة الآن أصبحت عالية جدا ، ولها صياح وجلبة ولاتكاد تغادر أحدا ممن يتحدثون في الشأن الديني في وقعنا هذا . 

 

ولكن .. ماالحل ؟؟

الحل في عقيدة بلامذاهب !!!

وهذا هو عنوان كتاب لمفكرين كبيرين هما : الدكتور مصطفى الشكعة رحمه الله ، و أستاذنا الدكتور محمد الجليند حفظه الله .   

 

ويتفق معهما تمام الاتفاق الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه العقيدة الاسلامية كما جاء بها القرآن الكريم ؛ إلا أن الدراستين السابقتين بهما عمق كبير ، وأعتقد أن الشيخ أبا زهرة رحمه الله قد استهدف بمصنفه هذا القطاع الواسع من عموم المسلمين ، وهذا على غير عادته في التصنيف ، فجاء بسيطا لكنه كاف وواف في بابه .

 

وبعجبني ماقاله الفقيه الشيخ ابن بية حفظه الله في حوار له مع الشيخ ابن باز ، الذي اختصر في جملة واحدة مانريد التأصيل له من فكرة عقبدة بلا مذاهب ، حيث قال : كل من يتحاكم إلى السنة فهو من أهل السنة ، وإن اختلف معنا تأويلا أو تعليلا أو تنزيلا ، ونرده إلى الطريق السوي . 

 

عبارة تكتب بماء الذهب !!!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1439 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع