الممرضة: صباح الخير.
شهد: صباح الخير.
الممرضة: كيف حالك اليوم؟
شهد: بخير.. أين أنا الآن؟!
الممرضة: أنتِ في مستشفى العريش.
شهد: هل أنا في مصر؟!
الممرضة: نعم.. تم نقلكِ بعد أن تم ضرب مستشفى رفح بجنوب فلسطين بقنبلة إسرائيلية.
شهد: أين أهلي؟!
الممرضة: ما أسماؤهم؟!
شهد: أحمد خليل هو أبي، ونورا السيد هي أمي وأمل خليل هي أختي الصغيرة.
الممرضة: آسفة يا شهد، ولكن لم ينقل أي أحد بهذا الاسم إلى المستشفى بعد القصف الإسرائيلي البارحة.
شهد بصدمة: ماذا يعني هذا؟!
الممرضة: آسفة.. ما حكايتك؟
شهد: حكايتي كبيرة ومؤلمة للغاية.
الممرضة: إذًا أنا أسمعك.
شهد: أنا شهد أحمد خليل، فتاة بسيطة أعيش مع أنلي في قرية صغيرة في خان يونس في غزة غرب فلسطين.. أخذت بطولة فلسطين وكنت بطلة فلسطين في الجري.. كان حلمي أن أرفع علم بلدي الحرة وأن أحصل على ميدالية تخلد اسم بلدي في التاريخ في ميدالية أوليمبية… ولكن هذا الحلم قد انتهى مع القصف الإسرائيلي لنا، كنت كل صباح أذهب إلى التمارين الخاصة بي وأرجع إلى منزلي، وفي يوم بدأنا نشعر بعدم الأمان، بدأنا نشعر بطائرات كثيرة تطير في السماء، وكانت طائرات حربية، وبدأنا نعلم أنهم قاموا بضرب مدينة دير البلح بغزة بقنبلة عبر التلفاز.. لم نكن نشعر بالأمان فقرر أبي أن نبتعد قليلًا فذهبنا إلى منزل جدتي بعد أن توفيت بحادث سيارة كان يقودها سائق إسرائيلي، قرر أن يقوم بحادث بالسيارة بعد أن كان يتحدث مع جدتي وعلم بأنها فلسطينية.
الممرضة: اكملي..
شهد: ذهبنا إلى المنزل وجلسنا فيه قليلًا ولم نكن نشعر بالأمان حتى أتى اليوم المشؤوم ولم ينبهوا عن الخطر القادم في الأخبار، ووقعت قنبلة على بيتي كانت لحظة سريعة لم أشعر بها بشيء، حتى وجدت نفسي أفيق في مشفى ناصر وأسأل عن أهلي، ومن كرم الله أن أهلي كانوا على قيد الحياة رغم الإصابات البالغة، وأنظر إليهم وأبتسم.. ولكن لم تطل ابتسامتي حتى نظرت إلى قدمي ووجدتها قد بترت، ولم استوعب ما حدث لي ولم استوعب أن حلمي قد تحطم واختفى.. هذه القدم التي كانت في يوم ما ستخطو خط النهاية ولكن لن يحدث ذلك أبدًا.. ونظرت للجانب المشرق ونظرت إلى أسرتي حتى ذهبوا من حياتي هم أيضًا.. لماذا سأكمل وأعيش ولا أحد معي؟