صدقت يا رسول الله

تكالبت علينا الأمم

ونحن كثر كغثاء السيل

يطفو فوق الماء

قدسنا الحياة وكرهنا الموت

نخاف الجهاد...

حتى أذلنا الأعداء

يا أهل غزة!

يا أهل الجهاد!

رويتم الأرض مسكًا

مخضبًا بأطهر الدماء

فنبتت الأرض سنابلًا

أطفالًا... شبابًا

نساءً ورجالًا شرفاء

نساءً حملن الكرامة فى أرحامهن فولدن أجيالًا 

عرفت كيف يكون الولاء

نساء علمن أولادهن

أن الأوطان لا تباع

وبالأرواح كلنا لها فداء

رأينا بطولات وصمود وشموخ

برغم القاذفات والمجازر

برغم الموت الذى يحلق في الفضاء

برغم منع المياه

ومنع الوقود

ومنع الطعام

وقطع الكهرباء

خمسة أطفال يموتون لأم

فينفطر قلبها على أولادها

وتدعوا الله أن يكونوا من الشهداء

وهناك أب يحمل أكياسًا

جمَّع فيها بقايا أولاده

وهل يحمل إلا أشلاء؟

وترى طفلًا يبكي أخاه

ويتماسك... بل يلقنه الشهادة فى عذوبة وبهاء

أي ثبات هذا يا بني!

وسط الجحيم الذي حولك

من علمك الصبر؟

من علمك الوفاء؟

وطبيبًا في المشفى يفأجئه حفيده

شهيدًا...

فيكفنه بدموع عينيه

وهناك فرت دمعة خرساء

أطفالٌ تحت جحيم القصف

يموتون كشجر السنديان

اقفًا

لا يعرف الانحناء

يقتلون آلاف الأطفال

بدم بارد والعالم يصفق

فأين الضمير الإنساني يا بلهاء؟

آلاف الحكايا والبطولة والصمود

يسطرها الرجال بدمائهم

على الأرض بسخاء

يا أهل غزة...

أنتم الأحرار في وطنكم

ونحن من خلف شاشات

التلفزة سجناء

لا تنتظروا أحدًا...

فقد خذلنا بنو عروبتنا

يريدون الدعاية

وليس على استحياء

يا أمريكا...

طفلك المدلل خارت قواه وانهارت

فأسرعتِ بكل أنواع المداد والضغوط والبلاء

لا ننتظر منك شيئًا

غير هذا المكيال المائل

وهل يطلب العون من الأعداء!

حق الفيتو تستخدمينه

لقتل أطفالنا

أما إذا مات طفلًا عندكم

أقمتم الدنيا مأتمًا

وفي البرقيات كل العزاء

وكم تساءلتم عن سر هذه القوة عندنا

إنها العقيدة والإيمان

والخضوع لرب السماء

لن تدوم هذه العجرفة

يا أميركا...

فكل من له بداية...

له انتهاء.