زى النهاردة
من ٣٠ سنة
كان يوم جمعة
كنا قبل الصلاة
كان أول يوم فى السنة
أبويا قاللى تروح المسجد بدرى
عشان تلحق تسمع الخطبة وتصلى
صليت وروحت على البيت
قاللى متروحش النهاردة الغيط
أول مرة أشوف أبويا
بيصلى وهو قاعد
مكنتش عارف أن الحزن
جاى من بعيد وفارد
روح اندهللى بأخواتك البنات
مكنش فيه عندنا لسه تليفونات
كان طلب غريب أول مرة أسمعه
مكنتش عارف أنه عايز يودعوا
كان فيه غيوم فى السما
والدموع ساكنة العين
حاسس أن الدنيا مضلمة
وأحنا بعد الصلاة بساعتين
أبويا كان ولد وحيد
مالوش أخوات غير بنتين
كنا ولاده و أصحابه
ودنيته وأخواته الصغيرين
عمره ما زعل حد فينا
ولا ضربه حتى قلمين
كان لنا ... هو كل الدنيا
كل الحب ... كل الحنين
روحت بسرعة ندهت
لاخواتى البنات وجيت
لقينا حركة غريبة
وناس جوه البيت
الأهل والأحباب والجيران
اللبس الأسود سيد المكان
الحزن ساكن على الجدران
اللون داكن والبال حيران
دخلت المندرة الواسعة الكبيرة
لقيت اخواتى وناس من العيلة
أبويا نايم على رجل أخويا الوسطانى
وعينيه على ركن الاوضة فى العالى
مرحباً ... مرحباً .. ويضحك ويرجع تانى
يقول ... منورين ... ويقول ... سامحوني
ماسك فى أيد أخويا
الكبير ... بيوصيه علينا
كانت الدموع هى
الجواب إللى فى عينينا
وفى لحظة رفع السبابة
ونطق الشهادة
كانت أغلى أمانينا .