عندما يأتى الشتاء
والصقيع يلف الفضاء
والبرق يكاد يضيء السماء
والرعد يخوف الأرض جمعاء
أتشمم رائحة المطر عطرا نديا فى كل الأنحاء
أتنفسه كشهيقا
يسافر بعمرى إلى الوراء
أتحسسه كربيعا
تتعانق فيه كل الأشياء
كم كانت عيناك تضحك
مثل حبات المطر
ترقص كالعصافير تغنى
فوق أغصان الشجر
عيناك بحر من الدفء
برغم الصقيع... برغم الحذر
ترتدين قبعة ووجهك
يطل منها مثل القمر
ومعطفك المبلل ....
يكاد من الماء أن يعتصر
وأحمل إليك مظلة
لكى تحميك من هطول المطر
تقولين دعها عنى
فأنا أعشق الحياة وأحب البشر
الناس فى الطرقات
تسرع الخطى
كأنهم على خطر
وأنت تمدين يديك
تحتضنين زخات المطر
كأن بركان من الأشواق
مس قلبك حبا فأنفجر
كم تعشقين حبيبتى
الشتاء والليل وساعات السمر
وكم أنت مجنونة
كالأمواج والأشواق وتقلبات الغجر
بينى وبينك عشرون عاما
من الحب والمسافات والسفر
وبرغم ذلك تقولين أحبك
أنت الربيع .... أنت الزهر
آه يا قلبى من لقاء
ليته كان في ربيع العمر .