هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • حبل من جليد  
  • فَرْق تَسُدّ
  • لازال مجتمعنا المصري متراص
  • الرياضة .. لماذا تم إهمالها في دمياط؟!
  • عنصر الوقت سبب النجاح والفشل 
  • ألف مستحيل
  • بس إنت مش حاسس
  • حكم طهارة إفرازات المهبل عند السيدات
  • توابيت مفتوحة
  • الكتابة .. مساحة من الأمان
  • رمضان .. العطاء
  • الوجه الآخر للعلاقات: حين تنقلب المشاعر
  • لا أشبع الله له بطنآ
  • الدُّمية
  • لحن لم يكتمل
  • علاقة بين الزهايمر و ميكروبات الأسنان
  • قلقٌ وأرق
  • مرج بحرَينا لا يلتقيان
  • العمدة الجديد
  • فضل صيام أيام المغفرة في رمضان
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد جاد
  5. رحلة شقاء - قصة قصيرة 

( على الدنيا السلام ... يا ابنى )

قالها عمى عبدالعزيز 

والدموع تتساقط من عينيه على خديه كموجة ليس أمامها حائل يصد هذه الدموع إلا التجاعيد التى فى وجهه تدل على شقاء سنوات طويلة ...

كلماته هزتنى وكانت لها صدى حزين على قلبى ...

كنت أحضر له طعام الغداء وهو جالس تحت شجرة الصفصاف العتيقة وقت القيلولة 

عم عبدالعزيز يعمل معنا في الأرض منذ زمن بعيد من أيام جدى ..

رأيته وأنا طفل صغير معنا في الأرض وهو محنى ظهره من قبل شروق الشمس حتى غروبها ويستريح وقت القيلولة ومعه سلوته الوحيدة ( الجوزة)

رأيته يعمل في عزيق الأرض وتقليبها وتنقية الحشائش منها أو .. ريها 

أو فى حصاد القمح وخلع الذرة أو تجهيز الأرض لزرعة شتوية أو صيفية أو نقل السباخ من الزريبة إلى الأرض 

أو أكل المواشى...

رأيته على الطنبور يعمل ويغنى كأن خرير الماء لحن جميل يطويه مع الأيام ويهون عليه وحدته وتعبه فالعمل فى الأرض شقاء متواصل لكن فيه الرضا والقناعة 

وعندما يشرب (الجوزة)

يخرج الدخان من فمه وأنفه بكثافة كأنها عربة بطاطا...

وفى يوم كان يعزق الأرض فوجد زلطة فرماها بجانب النخلة فأ صطدمت ببرطمان الجوزة فكانت عصرية نكد فسبحان من هونها ...

عم عبدالعزيز ...

من قرية تبعد عن قريتنا حوالى ساعة ونصف بالقطار يذهب إلى أهله في المناسبات الدينية 

والأعياد يأخذ أجرته وهو مسافر يمكث أسبوع عند أهله ثم يعود إلينا لتبدأ رحلة شقاء جديدة وإن سألته عن التعب والشقاء يقول عندما يجلس في البيت يشعر بالمرض ويشفى حين يعمل.. وكنت مستغرب من كلامه ...

عم عبدالعزيز .....

عنده بيت وبقرة يسقى بها الأرض التى يؤجرها 

نصف فدان ( بالضريبة)

وله ولد وحيد فيكنى ب (

أبو سعيد) تزوج أبنه وأنجبت زوجته بنتان وولد... يفرح عم عبدالعزيز بذريته كثيراً ويأخذ لهم الهدايا والحلوى عندما يسافر إليهم ...

لكن دوام الحال من المحال 

فجأة ماتت زوجته أم سعيد أو ( الغالية) كما كان يقول لها فحزن عليها حزناً شديداً وكم رأيته يبكى كالأطفال فى خلوته ويدعو لها بالرحمة والمغفرة ...

ثم مضت سنة ومرض أبنه سعيد بمرض تليف الكبد وفى غضون سبعة أشهر من العلاج توفى فكسر ظهر أبيه في شيبته فضاعف الرجل شقاءا وحزناً وآلام فوق طاقته ليوفر لأحفاده متطلباتهم من معيشة ودراسة ويتابع أرضه ويدفع إيجارها ويبيت ليلة أو ليلتين وسط أحفاده يتأمل فيهم وجه أبنه وضحكته وذكرياته 

يبكى حزنا ويدارى بكاءه ونحيبه عنهم ...

وفى يوم سافر إليهم وأحس عم عبدالعزيز بالتعب فمكث أسبوع لايستطيع أن يسافر ليعمل فنهرته زوجة أبنه 

وطردته بعد العشاء من بيته وسط دموع أحفاده 

خرج الرجل بخطوات ثقيلة متهالكة لا يصدق ما حدث... تجول بخاطره ذكريات أبنه وزوجته.. لقد رحلوا وتركوا له أرثا ثقيلاً فى رقبته... تسلل عم عبدالعزيز في الليل ذهب إلى الحقول... دخل حلة حطب فى أرضه فغلبه الهم والنوم 

وقبل الفجر ذهب إلى المسجد صلى ثم ركب القطار .

 

تمت 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

833 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع