هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة مروة القباني
  3. يوسُفي الحُبِّ
  • المشاركة في المسابقات:
  • الجوائز: حاصل علي المركز الثامن - جائزة لجنة التحكيم الخاصة - مسابقة منصة تاميكوم الادبية مارس 2024

"ركضَتْ خوفًا عليه من الموتِ بأن يُبقيها القدر دونَ عينيه الخضراوين، كانت تحاول البحث عن بعضِ الطعام، لتملأ جوف بطنه الفارغ منذُ أيامًا كثيرة ورُبَّما شهور، لا تعرف كم مضى من الوقتِ بعد وصول طوفان الأقصى نحو مدينتهم، وذهاب زوجها الطبيب إلى واجبه الوطني والإنساني، أما هي فقد اختارت المكوث في منزلها على الذهاب إلى المُخيَّمات الباردة.

هنا حيث يزورُكَ الموت من جميع أرجاء المكان، هنا حيث أصبح النوم بعيد المنال، والطعام والشراب أيضًا.

قال لها ببراءة الطفولة: ماما أنا جائع!!

ردَّت عليه بلهفة الأم الحنون: سأذهب وأجلبُ لكَ الطعام يا نورَ عيوني، لا تفتح الباب لأحد..

أقفلت باب المنزل خوفًا عليه من شرور الأرض، ونسيت بأن الموت لا يَحِدُّ جدران أو يُعيقُهُ قفل باب.

هامَتْ على وجهِها استجابة لطلب طفلها الوحيد -أبو شعر كيرلي- الأشقر الذي أولِعَت عينيها برؤيته، كانت تسأل الناس القليل من الطعام المُفضَّلِ له حينما سمعت دويَّ صاروخ يتبعه انفجار، فقط في تلك اللحظة شعرت بصاعقة أُنزِلَت في قلبها، شَقَّت صدرها وانتزعت روحها حتى كادت أن تختنق وهي واقفة بمكانها.

كانت حواسها واقفة عند تلك النقطة التي غادرت بها المنزل، أما جسدها فكان عائدًا بجنون نحو العمارة التي أصبحَت رمادًا وحجارًا مُتراكمة.

دموع عينيها المُتساقطة كانت تُأنِبُها بأن لو أحضرتِهِ معكِ وأبقيته بجوارك، قلبها يقول وهو يرتجف: خوفي عليه من الموتِ منعني، ونسيتُ بأنَّه لا يخبرُ أحدًا بتوقيت قدومه.

كانت تبحثُ عنه في جمعِ النَّاس وهي تُردِّد: أرأيتُم يوسُفي، شعره أشقر كيرلي، حليوة وعيونه خُضر.

كانت ترى الحياة بعينيه الجميلتين، قلبها كأُم لم يسمَح لها إلا بنعته بأجمل الصفاة، وحينما علمت بمكان وجوده، وجدَتْ زوجها يبكيه بحرقةٍ وألم.

لم تَكُن قادرة على رؤيته، أو لم يسمحوا لها بتغيير جمال روحه وطفولته بعينيها، لكن شعاع طيفه الصغير عانقَ روحها، أخبرها بأنه ذاهب إلى مكانٍ أكثرَ رحبًا، ليبقى بكفالة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته سارة إلى حين لقائهم الأخير."

  • تم اجراء التدقيق اللغوي لهذا العمل بواسطة : عبد الرحمن محمد عبد الصبور محمد
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2277 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع