وميضاً من الذكرى يحيى الوجع الدفين ؛ الذى يسكن القلب من حنين قديم لأيام رحلت ؛ و تفاصيل جميلة صارت في طي النسيان.
تلك الأوراق المتساقطة كأيام العمر التي مضت تصفر وتجف وتتساقط مع رياح الخريف التى تهب حول مقعد قلبى المهجور في زاوية العمر القديمة ؛ لا يطل عليه أحد ولا يجلس عليه الآن سوى الفراغ.
كم هو مؤلم هذا الخريف..!!؟
يستدعي الذكرى ويجعلنى أتذوق مرارتها
أتساءل فيه دائماً : هل للماضى أن يعاد مرةً أخرى؟
هل للأيام الجميلة أن تنبت من جديد بعد خريف الذكريات؟
وكأن قلبى جلس عليه الفرح لحظة ثم من بعد ذلك تركه ورحل.
هذا المقعد كان يحمل من الحكايات أجمالها يومًا ؛ لقاءاتٍ ضحكت فيها العيون وابتسمت بها القلوب ؛ ولكنه اليوم أصبح بلا زوار الجميع رحلوا ؛ فكل ما تبقى حوله فقط بقايا أوراق تساقطت عليه مثل الأحلام التي ذابت مع مرور الزمن.
وعيناى كأنهما مرآة تعكس الحزن العميق بداخلى ؛ كأن كل لحظة تسقط فيها أوراق العمر تسقط معها قطعة من قلبى.
أتأمل المكان من بعيد ؛ حيث كل زاوية تحمل سراً ؛ كل ورقة تحمل صوتاً هامساً من الماضي ؛ وكل قطرة مطر تنزل على المقعد تذكرنى بدمعةٍ خفية لم تجد سبيلاً إلى السقوط.
وما زال المطر يتساقط ؛ والريح تعبث بالأوراق ؛ وأنا واقفة هناك بقلبى المهجور ؛ أنتظر ربما أن تهب رياح جديدة تحمل معها رائحةً من الأمل ؛ أو أن تعود أقدام الزمن لتعمر ذاك القلب من جديد.