شابت ذوائبي وانقضى عمري
ونحن نلهث خلف سراب
هي الدنيا غرورا بطبعها
تخدع عاكف عليها راهب
لم نسبق العصاة ونحن منهم
ولم نَتْبَع لأهل الخير رِكاب
جمعنا كل صغيرة وكبيرة
وسبقنا العصاة أثما وذنب
أربع وأربعون من عمري مضى
لم أجمع فيها خيرا ولا ثواب
لن ترتقي بالقبح بين الخلق
ولاتأمل بينهم بشرف النسب
لا يستوي صالحا مع طالحا
ولايُكال بميزان صدقا وكذب
يا زارع الشر بين الناس
تذكر يوم وقوفك للحساب
يا ساكن الدنيا لاتسعد فيها
كل ما تجمعه يؤول للخراب
مضت سنين العمر والشباب
نحبو على جناحيّ ذباب
جَرَّعتْنا الدنيا ألما وٱهات
وسَقَتْنا ألذ شرابها عذاب
هَرِمْنا فيها وشابت الآمال
شاخت أحلامي على ذراع كلب
لم تسلم الموبقات السبع منا
نجاهر معاصي نفخر بالذنوب
على صمت الأنين نشيد باكي
بصوت جريح بلحن نحيب
يا نفس توبي قبل الفوات
وفناء الأجساد تحت التراب
لاطعم لسعادة المرء في الدنيا
إلا بذكر الله وعالِم بالأداب
الدنيا جنة جاهل غافل
ونار لعاقل من أولي الألباب
الدنيا مملكة وسعادة العاصي
ومملكة المؤمن جناتٍ رحاب
لن تصل للعزة والأمجاد
إلى أن تخوض في الصعاب
إمضي على سنن الصالحين
وازهد فيها بخشن الثياب
توكل على الله تكن سعيدا
ومن توكل على لله ما خاب