وتسألني..
لماذا الدرب قد صار جدب؟
والأماني العذاب صارت عجاف؟
ولمَ أنت لما حولك لا تبالي ولا تخاف؟
ولم هذا الصمت الرهيب؟
أين البكاء؟ وأين النحيب؟
لمَ لا تجيب؟ لمَ لا تجيب؟
وكنت يومًا حبيب
وكنت من قلبي قريب
قلت لها يا مليكتي
القلب يضج بالبكاء
والروح أعياها الشقاء
ومدينتي صارت يباب
مذ رحل أهلها عنها، وغاب منها الأحباب
حين سكنها حثالة من الأغراب
أضرموا فيها الفساد
وأشاعوا فيها الخراب
ألم نكن من قبل أحباب؟
ولا زلنا أحباب
لكن هذا الوقت لا يصلح للهوى
لا يجدي فيه الحب نفعًا
كفاني أن أراهم يسرقون الأرض منا
والقدس تبكي.. تئن،
وصوتها لا يسمع له صدى، ولا يلقى جواب
كيف أحبك؟
كيف أبتسم؟
وكيف أضحك؟
وأكتب الشعر في عينيك
والقدس لا تزال باكية
أشاعوا فيها الخراب
وهى قدس القلوب
هي الهوى
هي كل الأحباب
أخجل حين أرى زماننا العربي
قد هرم
وبفارغ الصبر ينتظر الموت،
لا يموت
كيف لا أصمت؟
وكل ما حولي قد صمت
كل ما حولي قد خبت
كل ما حولي صار يباب
ماذا أقول يا أعز الأحباب؟
الحب مِلْءُ قلبي
مِلْءُ روحي
يسكن ما بين الجفون، والأهداب
أحبك من كل قلبي
لكن وطني جريح، مصاب
وأنا لم أعد أصلح للحب
لم يعد يثيرني غير القدس
التي ركعوها في التراب
ولا تجد من يأخذ بيدها
من يهديها القوة لتحيا
من يرد عنها الكلاب
من يضمها لصدره بحب
ويزود عنها، يجعلها عالية
كما السحاب
متى يفيق السكارى من غيهم
ويطرودا الذباب