هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة تسنيم فضالي
  3. الأمنية الأخيرة
  • المشاركة في المسابقات:

تسير في الشوارع باحثة عن أي طعام لتسد به جوعها.. لقد قصف منزلهم أمس ولا ناجٍ غيرها من أسرتها الكبيرة.

تحسست لميس كتفها الجريح وهي تمشي بخطوات ثقيلة من جرحها الغائر.. لا يوجد طعام.. لا يوجد شيء في غزة سوى القصف والدم ورائحة الموت التي تنبعث من المكان أجمع.

توقف لميس عن المشي وهي تستشعر وجود أحد ما خلفها 

ظنت أنه أحد جنود الاحتلال يريد الظفر بها وقتلها.. رسمت لميس سيناريوهات عدة في عقلها قبل أن تلتفت 

لكن ما سرعان هدأ عقلها وهي تسمع صوته المحبب لقلبها 

إنه "محمود" حبيبها وصديق طفولتها الحنون  إنه الناجي الوحيد، هو وأخته الصغيرة من القصف الذي حصل البارحة 

لميس هل أنتِ بخير؟ 

التفت لميس وهي تلتهم بعينيها ملامح وجه محمود المصابة ويقطر منها الدم 

ذرفت لميس دموعها بغزارة وهي تقترب بتعب من محمود لا تعلم ما سر ذرفها هذه الدموع 

هل لأن محمود حبيبها ما زال حيًّا وهذه دموع السعادة!

أم لأنه أمامها بقدم واحدة 

نظرت لكتف محمود 

لتجد نورهان أخته الصغيرة نائمة والابتسامة الناعمة تشق خديها الصغيرين 

هل نورهان نائمة؟ 

قالتها.. لميس وهي تقترب بكفها تجاه خد الطفلة النائمة 

.. 

-لا إنها ميتة. 

كلمة واحده.. مجرد كلمة خرجت من فم محمود 

لتجعل لميس تركع على الأرض باكية بشهقات شقت الأرض حزنًا 

نظرات محمود الملكومة لأخته الصغيرة التي استشهدت 

كانت كفيلة بجعلنا جميعًا نموت حسرة على عروبتنا البائسة 

نهضت لميس بهدوء ودموعها الصامتة ما زالت تجري 

أخذت الطفلة نورهان من على كتف محمود 

ورحلت لميس من أمام محمود وطرف حجابها يتراقص وراها 

دقائق مرت ولميس لم تظهر 

لم يقوَ محمود على النهوض من على الأرض الذي توسدها بعد رحيل لميس من أمامه 

يعلم أن لميس ذهبت لدفن نورهان 

لكن لماذا تأخرت؟ 

هل من الممكن أن تكون لميس تبكي وحدها وتخاف أن أرى دموعها الجميلة!

انقضت ساعه تتلوها أخرى 

ثم دوى صوت انفجار كبير في الأنحاء 

سمع محمود الصوت ثم هرول بقدمة الواحدة  تجاه الصوت 

إنها لميس نائمة على الأرض غارقة في دمائها وفي أحضانها عدة الإسعافات الأولية كانت تحملها لتضمد جرح محمود النازف 

أقترب محمود وهو ينظر يمينًا و يسارًا 

عله يجد أحدًا ما يعاونه على السير.. منظر حبيبته النائمة أمامه والدم يتوسد تحتها جعله غير قادر على الحراك 

"لميس!"... خرج اسمها من فم محمود وهو يقترب منها، اهتزت عيناه وهو ينظر لوجهها الناعم المملوء بالدم 

-محمود..  

هل أتيت؟ 

كلمتين خرجت من فم لميس 

التي تحتضر 

مكملة بصوت متقطع 

لقد أحضرت لك ضمادات يا محمود لجرحك يا عزيزي 

لكن سامحني الآن لن أستطيع تضميده 

هلا أخذت مني الضمادة وفعلتها أنت؟ 

بكاء... فقط بكاء يخرج من محمود الراكع أمام جسد لميس 

قائلاً من بين شهقاته: لقد كنتِ أنتِ شفائي في هذه الحياة يا لميس 

لا ترحلي وحدك، خذيني معك يا حبيبتي، أرجوكِ خذيني. 

وما أن أكمل محمود جملته حتى أصيب برصاص الاحتلال رصاصة تتبعها أخرى ليفقد محمود حياته بجانب لميس... 

وكانت أمنية محمود الأخيرة أن يموت بجانب جسد حبيبته، فكانت له الأمنية والشهادة 

ولنا نحن العرب الخزي والعار. 

تمت

  • تم اجراء التدقيق اللغوي لهذا العمل بواسطة : عبد الرحمن محمد عبد الصبور محمد
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2942 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع