هربت اليوم بلا حجة
وإن سُئلت أقول؛ إنني أتعلم مسامحة الأجزاء التي تؤلمني بلاسبب
أو هكذا أظن..
حياة حافلة بالسعي للوصول الى حل وسطي مع الدنيا يمكن أن تؤدي إلى حدوث إصابات غير مرئية تؤلم فقط متى أرادت ولا عليَّ غير الكتمان أو الإستجابة ولكلٍ ضريبة.. منذ خمسة سنوات تقريبًا كتبت في مذكراتي أنه وبعد نهاية الثانوية سيكن الأمر أقل حدة
لاخوف ولاانتظار، لانوبات قلق ولا احتمالات، سأنجح وألتحق بالكلية التي وصمت بها وسيفرح الجميع وأفرح بالتبعية.. انتهت الثانوية ولم تنته توابعها..
منذ سنتان كنتُ أخذت قرارًا بفقدان كل وزني الزائد، كتبت في مذكراتي أيضًا، فبعد عيش أكثر من عشرين عامًا في جسد غير جسدي يتوجب على أحدٍ فعل شيئًا..وأنه وبعد خسارة أكثر من ثلاثين كيلو جرامًا من أصل وزني سيكن حالي أفضل، سأقبل نفسي أكثر.. خسرتُ أربعين كيلوجرامًا، تحسَّن مظهري، حصلت على قدر أكبر من القبول والجاذبية، أو ليس هذا الذي كان سعيك موجه نحوه؟ لكن ظل شيئًا في غير مكانه، لستُ أدري ربما أنا الشئ.. الليلة قلت لنفسي وكتبت أنني لو تخرجت من جامعتي وحصلت على وظيفة أخرى تشبه اهتماماتي سأكن في حال أفضل..
أو ربما لو وجدت الرجل الذي يشركني أمري وينزع عني حيرة رأسي ويدفعني بعيدة عن خوفي سأهدأ وتكف الحاجات عن مقايضتي.
لست أدري أيا يكن الحال الذي أتطلع إليه؟
أنا الآن لاأرغب في مغادرة حتى فراشي
قال لي رجل ذات يوم
أظنك تائهة، تائهة بالمعنى الحرفي أو ربما خطفتِ صغيرة
كل ماحولك يألفك وأنت لاتألفين امرؤ ،
حاولت مرارًا أن أنتمى وفي كل مرة شيئا ما يدفعني غريبة..
في بيتي كنت الإبنة الكبيرة، المسؤلة والبارة
والأخت الحبيبة الطيبة الحانية، في عملي الذي أكره سعيتُ أن أكون الموظفة الكُفء الجيدة والنزيهة، لا لأن يقال كذا وكذا..
وإنما لأنني شعرتُ طوال حياتي أنه يستوجب علي جعل كل الأشياء مثالية وإلا لن تقبل..
والآن ماذا عليّ أن أفعل، وكل وسعي غير كاف لأن أحظى بليلة واحدة خالية من سؤال لاينتهي ولا إجابة..
لماذا جئتُ إلى هنا وكل الطريق الذي قطعت كان لغاية أخرى؟